بعد زلزال خروج بريطانيا.. هل يتفكك اتحاد القارة العجوز؟

تقارير وحوارات

خروج بريطانيا من
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي




فهمي: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدد اتحادات العالم بالانهيار
أبو بكر: خروج بريطانيا ليس بين ليلة وضحاها



حالة من الجدل الكبير اجتاحت دول العالم عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي جعل الكثيرين يتوقعون انهيار الاتحاد، ووسط تلك التوقعات قامت «الفجر» من خلال بعض الخبراء
بمحاولة وضع تصور عن مصير الاتحاد الأوروبي في الأيام القادمة.

تاريخ الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي هو جمعية دولية للدول الأوروبية يضم 28 دولة، تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم «معاهدة ماسترخت» الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.

منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية التي كانت تمتد حول البحر الأبيض المتوسط، مروراً بإمبراطورية شارلمان الفرنكية ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة اللتين وحدتا مساحات شاسعة تحت إدارة فضفاضة لمئات السنين، قبل ظهور الدولة القومية الحديثة، وفيما بعد حدثت محاولات لتوحيد أوروبا لكنها لم تتعد الطابع الشكلي والمرحلي، منها محاولة نابليون في القرن التاسع عشر، والأخرى في أربعينات القرن العشرين على يد هتلر، وهما تجربتان لم تتمكنا من الاستمرار إلا لفترات قصيرة وانتقالية.

وبعد كوارث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ازدادت بشدّة ضرورات تأسيس ما عرف فيما بعد باسم الاتحاد الأوروبي، مدفوعا بالرغبة في إعادة بناء أوروبا ومن أجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة أخرى، أدى هذا الشعور في النهاية إلى تشكيل الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1951 على يد كل من ألمانيا الغربية، فرنسا، إيطاليا ودول« بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ» أول وحدة جمركية عرفت بالأصل باسم المؤسسة الاقتصادية الأوروبية وتسمى في المملكة المتحدة بشكل غير رسمي بـ «السوق المشتركة»،  تأسست في اتفاقية روما للعام 1957 وطبقت في 1 يناير  1958. هذا التغيير اللاحق للمؤسسة الأوروبية يشكل العماد الأول للاتحاد الأوروبي طوَّر الاتحاد الأوروبي من جسم تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية.

نشاطات الاتحاد ومبادئه
من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية، ولكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة.

للاتحاد الأوربي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل الـ28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة.

بريطانيا.. ناقوس الخطر الذي يهدد كيانات واتحادات العالم
وعن مصير الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه، قال طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن الاتحاد الأوروبي سيواجه عدد من الصعوبات التي تهدد بتفككه بعد خروج بريطانيا منه، حيث أن الأخيرة فتحت المجال أمام الدول الأعضاء الكبار إما أن ينسحبوا من الاتحاد وإما أن يعاد النظر في اتفاقياته الأخيرة، قائلاً: «بريطانيا دقت ناقوس الخطر في أن تتكرر تجربتها داخل الاتحاد.. كما دقت ناقوس الخطر في تفكك جميع التنظيمات الكبيرة.. فخروج بريطانيا يهدد اتحادات وكيانات العالم الكبيرة بالانهيار».

وأوضح أن خروج بريطانيا سببه الرئيسي توسع الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة وضم عدد من الدول الفقيرة التي أصبحت عبء على الدول الكبرى المؤسسين، مؤكداً أن حل عدم تفكك الاتحاد هو إعادة النظر في الاتفاقيات الأخيرة للاتحاد، ومراجعة سياسات التوسع.

وأشار خبير العلاقات الدولية، أن فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من أنها ليست عضواً بالاتحاد سيعملان على عدم تفكك الاتحاد الأوروبي حتى لا تنتشر فكرة تفكك الكيانات والتنظيمات الكبيرة.

خروج بريطانيا من الاتحاد ليس نهائيًا.. والتفكك مستبعد
فيما أشارت نهى أبو بكر خبيرة العلاقات الدولية، إلى أن وضع تصور لتفكك الاتحاد الأوروبي أمر خاطئ، حيث أن خروج بريطانيا ليس قرار نهائي، فقالت: «مازال أمر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي معلقاً وسيظل هكذا لعامين ونصف آخرين حتى يتم تفعيل المادة 50 من اتفاقية الإشبونة، ومن بعد تفعيلها ستقوم بريطانيا بالتفاوض مع الـ27 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي لإلغاء الاتفاقيات التي بينهم، وفي حال ضمان بريطانيا خروجها بدون خسائر ستخرج وسيستغرق ذلك عامين ونصف، ولكن إن وجدت خروجها سيتسبب لها في خسائر ستحاول التراجع عن الخروج من الاتحاد، ولكن ذلك يكون بموافقة جميع الدول الأعضاء.. لذا التصريح بتفكك الاتحاد الأوروبي خاطئ فخروج بريطانيا ليس بين ليلة وضحاها».

وتابعت: «خروج بريطانيا ليس كافي لتفكك الاتحاد ولكن في حال أن خرج عدد من الدول وانتهجوا نفس نهج بريطانيا سيتفكك وقتها الاتحاد ولكنه أمر صعب حيث أنه يوجد عدد من الدول الكبرى التي ستقوم بدعمه».