في ذكرى ميلادها.. "هدى شعراوي" محررة المرأة VS الزوجة الخبيثة التي رفضت زواج ابنها من مطربة

تقارير وحوارات

هدى شعراوي
هدى شعراوي


هدى شعراوي اسم لطالما أقترن بمحاولات تحرير المرأة، فهي امرأة عاشت حياة سُلِبت منها حقوقها فقررت عند نضجها أن تكافح للحصول على تلك الحقوق، فكافحت وناضلت للحصول على كافة حقوق المرأة.

احتفالاً بذكرى مولد أول من نادت بخلع الحجاب وأبرز من كافحت لحصول المرأة على حقوقها، رصدت «الفجر» في السطور القادمة المراحل الأربع التي تلخص حياة هدى شعراوي.


«هدى شعراوي الطفلة»

ولدت نور الهدى محمد سلطان والمعروفة تاريخياً باسم «هدى شعراوي» في المنيا العام 1879، وسط عائلة أرستقراطية من أعلى الطبقات فهي ابنه محمد سلطان باشا رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق، تعلمت في منزل أهلها، ولكن بعد وفاة والدها تحوّلت حياة هدى من الدلال للانكسار.

فقد توفي والدها في وقت مبكر، فكانت طفلة صغيرة لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وتولى ابن عمها والوصي عليها «علي باشا شعراوي» تربيتها ورعايتها، وكان علي باشا شخصية صارمة لا يحب تعليم البنات فحرمها من التعليم.


«هدى شعراوي الزوجة»

عندما أتمّت هدى التاسعة من عمرها طلبها «شعراوي باشا» زوجة له فوافقت أمها على الفور فتزوجت من شعراوي باشا خضوعًا لرغبة والدتها، وكان الفارق بينها وبين زوجها أكثر من أربعين عامًا، وبدأت الطفلة التي أصبحت بين ليلة وضحاها زوجة ومسئولة عن منزل وعائلة ولم تكن كذلك فقط بل تحولت براءتها لزوجة ثانية خبيثة لم تهدأ حتى تتمكن من الفوز بزوجها منفردة، فاشترطت أن يطلق شعراوي باشا زوجته الأولى وفي الحقيقة قد ساهمت والدة هدى في تحويلها لذلك الخبث سريعا، حيث أنها صاحبة فكرة طلاق زوج ابنتها الشعراوي من زوجته الأولى.

«هدى الأم والجدة»

رزقت هدى شعراوي من زوجها بطفلين هما بسمة ومحمد، وقد فاجأت أمومة هدى شعراوي وتسلطها على أبنائها وازدواجيتها من المناداة بحقوق المرأة بما فعلته مع ابنها، حيث أنها رفضت زواج ابنها من المطربة فاطمة سري واعتبرته إهانة لها ولعائلتها الأرستقراطية، وأنكرت حفيدها منها، وبدأت حكاية ابنها منذ الحفل التي أقامتها هدى شعراوي والتي شاهد فيها المطربة «فاطمة سرى» التى أحيت الحفل، فأعجب بها ووقع فى حبها ثم تزوجها عرفياً وبعد ذلك أنجبت منه طفلة، إلا أن هدى شعراوى رفضت هذا الأمر وأنكرت نسب الحفيدة وضغطت عليها بأنها ستلفق لها ملف سرى فى شرطة الآداب يتهمها بالدعارة لكن فاطمة سرى وقفت بقوة ودافعت عن ابنها حتى صدر حكم قضائى بثبوت نسب الطفلة لعائلة هدى شعراوى.


«هدى شعراوي المناضلة»

بدأت هدى شعراوي عملها السياسي في 16 مارس عام 1919 عندما خرجت على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، ومنذ ذلك الحين وتخصص يوم 16 ليكون يومًا للمرأة المصرية، فهي كانت من أول من ساهموا في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914، بهدف رفع مستوي المرأة الأدبي والاجتماعي للوصول به الى حد يجعلها أهلاً للاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق والواجبات، في مايو سنة 1923 قامت شعراوي بخلع النقاب.


من أبرز ما قامت به هدى شعراوي للمرأة هو مطالبتها برفع سن الزواج للفتاة إلى 16 سنة على الأقل، كما طالبت بفتح أبواب التعليم العالي للفتيات، وأيضاً طالبت بإشراك النساء مع الرجال في حق الانتخاب، وسن قانون يمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة، و طالبت بمنع ما يسمى بـ«بيت الطاعة» لطلب الزوجة بالقوة الجبرية بالعيش مع زوجها، وقد كانت هدى شعراوي أول من فكر في إقامة دار لحضانة الأطفال لرعاية أطفال الأمهات العاملة.


ولم يتوقف نضال هدى شعراوي عند المرأة بل كانت تهتم أيضا بالقضايا التي تهم الدول العربية حتى أنه قيل أنها توفيت بالسكتة القلبية في 29 نوفمبر 1947، بعد صدور قرار التقسيم في فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وكانت تكتب بيانًا في فراش مرضها، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفًا واحدًا في قضية فلسطين.