"سباك" يصنع صنبور يوفر 95% من المياه.. و"البحث العلمي" ترد بعد تقديمه نموذج اختراعه بـ"لم حاجتك"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"أنا حاصل على دبلوم صنايع وليا الحق في الحصول على براءة اختراع"..  كانت هذه كلمات محمد علي، خلال لقاءه بمهندس بوزارة البحث العلمي أثناء اطلاعه على اختراعه في التعديل على مواسير المياه والدوائر التي تحول المياه داخلها.

محمد علي، سباك ينهي عقده الرابع في شهر يوليو القادم، لم يتردد عن استغلال مهاراته في السباكة- مهنته الأساسية  قبل أن يصبح سائق- لترشيد استهلاك المياه أو التسهيل على المواطن أو زملائه السباكين.

توفير 200% من المياه
مصر تعانى حاليا من عجز 28 مليار متر مكعب في المياه، في ظل بناء إثيوبيا سد النهضة، وتخزين 14 مليار متر مكعب في الخزان خلف سد النهضة، بما سيؤثر على مصر في المياه القادمة من نهر النيل، ويتم إهدار جزء كبير من المياه في المساجد أثناء الوضوء، الأمر الذي جعل "علي" يوظف خبراته في مهنة السباكة، ليخترع صنبور مياه لا يخرج كمية كبيرة من المياه تصلح للوضوء، وبضغطة واحدة فقط، حتى يسهل على المصلين التعامل معه.

"الشخص الواحد يستهلك أكثر من 20 لتر مياه خلال عملية الوضوء الواحدة، وهذه كمية كبيرة جدًا خصوصًا ونحن في حاجة للمياه، وخلال تواجدي بالمسجد كنت أطلب من المصللين توفير المياه ولكني كنت أجد رفض من البعض وتجاهل من أخرين". هكذا قال علي.

خلال 7 ساعات فكر محمد علي في طريقة لتوفير المياه المهدرة في المساجد ونفذ على نموذج من فكرته، صنبور مياه يخرج مقدار قليل من المياه بقوة دفع كبيرة، موضحًا :" أنا قللت نسبة استخدام المياه في المساجد بنسبة 200%، تم تصغير قطر قلب الصنبور حتى يخرج مقدار صغير من المياه ومن ثم تصغير المخرج الرئيس حتى تعطيني قوة اندفاع".

توفير وقت وجهد ومال
يوضح محمد علي أهمية اختراعه الأول في التعديل على مواسير المياه، قائلًا :" في العادة يستخدم السباك جهاز كهربائي حراري ليحصل على درجة حرارة 300 مئوية لكي يلحم أطراف المواسير في بعضها أو في الكوع، ولكن ما العمل إذا انقطع التيار الكهربائي أثناء العمل، أو استمرار نزول المياه داخل المواسير أثناء العمل، أو حتى حدوث تلف في أي جزء من الأجزاء التي لحمت، سيتم تكسير الجدار، وستتكلف مبلغ مالي كبير".

ويضيف :" هذه العملية التقليدية التي تتم في أغلب صناعة المواسير تهدر كمية كبيرة من الوقت والجهد، وتكلف المواطن مبالغ مالية كبيرة، بينما أنا حصلت على براءة اختراع في لوازم مياه الشرب والصرف الصحي، بسبب معالجة الانسداد الذي يحدث أثناء اللحام وتوفيره للوقت والجهد والمال".

البحث العلمي تحارب الاختراعات والمخترعين
ويسرد محمد علي تفاصيل ذهابه لتقديم نموذج اختراعه لوزارة الدولة لشئون البحث العلمي، قائلًا بنبرة صوت منكسرة:" ذهبت إلى وزارة البحث العلمي وقال لي المهندس المختص (امشي يابني من هنا ولم حجاتك)، أنا اتصدمت، ولم اتردد في أن أقول له : إذا كنت أنا معملتش حاجة انت بقى عملت أيه؟ انت في الدنيا عشان تحبط عزيمة الناس اللي بتخترع، أنا حليت مشكلة كبيرة لأصحاب العمل وللمواطن ليوفر مبالغ مالية كبيرة".

وزارة البحث العلمي لم تتعامل مع براءة اختراع محمد علي بشكل جيد، فالطبيعي أن يحصل على الشهادة خلال عام، ولكنه تقدم بكل المستندات والأوراق في أكتوبر 2010 وحصل على الشهادة إبريل 2013، وحصل عليها لمدة 7 سنوات من ضمنهم سنوات المناقشة، أي أن فترة الملكية الفكرية وبراءة الاختراع ستنتهي في 2017، وهي مدة اعتبرها علي قصيرة مقارنة بباقي الاختراعات التي تأخذ 20 عامًا.

أفكار محمد علي تساهم في خفض نسبة اهدار المياه بشكل كبير، بالإضافة إلى توفير الجهد على العاملين في مجال السباكة والصرف الصحي، والوقت والجهد والمال أيضًا، السؤال هنا لماذا لا تستثمر أي جهة رسمية أو غير رسمية أفكار المصريين في التنمية والتطور، خاصة ونحن في أمس الحاجة إلى كل قطرة مياه.