كارلوس أوسوريو.. من جاسوس إلى واعظ في كوبا أمريكا

الفجر الرياضي

أوسوريو
أوسوريو


اعتاد الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، المدير الفني الحالي للمنتخب المكسيكي، قبل عقدين من الزمن، على أن يسترق النظر من خلال نافذة غرفته أو من فوق أحد الأسوار لتدريبات نادي ليفربول الإنجليزي ومدربه آنذاك، الفرنسي جيرار هوييه.

وكان أوسوريو يفضل خلال الأيام المطيرة التلصص من خلال نافذة غرفته، بينما يختار، خلال الأيام المعتدلة، وضع درجة سلم خشبي خلف أحد الأسوار ليطل على ملعب "الشياطين الحمر"، أحد أبرز الفرق الإنجليزية.

ومنذ ذلك الحين، بدأ أوسوريو في ملئ العديد من الدفاتر بالملاحظات والشخبطة وخطط اللعب والتشكيلات، التي كان يدرسها فيما بعد بمفرده داخل غرفته ممسكا قدحا من القهوة، وذلك خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي.

وبعد أن رفض النادي الإنجليزي السماح له بالدخول إلى مقره لمشاهدة التدريبات، بدأ أوسوريو مهمة البحث عن منزل ملاصق للنادي لمتابعة تحركات الفريق من خلاله.

وقال المدرب الحالي للمنتخب المكسيكي في تصريحات لصحيفة "ذي جارديان" البريطانية: "لقد كنت أتلصص على تدريبات ليفربول مع هوييه".

وتحدث أوسوريو خلال لقائه مع الصحيفة البريطانية عن لحظاته السعيدة، التي عاشها في المنزل الواقع أمام مقر نادي ليفربول.

وفي عام 1997 عاد المدرب المولع بالكرة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، البلد التي سافر إليها بعد أنهى مسيرته الكروية كلاعب وسط ميدان مبكرا بسبب إصابة تعرض لها في كولومبيا، بهدف استكمال مشواره كمدرب.

وبفضل دفتره المتخم بالملاحظات، تحول أوسوريو إلى مهووس بدراسة كرة القدم وبدأ يتدرج في سلم العمل التدريبي في إنجلترا.

وبعد مرور سنوات، قام المدرب الكولومبي بنشر ما يحتويه دفتر ملاحظاته في كتاب أسماه "دفتر أوسوريو"، شرح فيه المبادئ الأساسية لما يدعى بـ "رياضة الركل".

وتحدث أوسوريو في هذا الكتاب عن الولع بالكرة والتركيز الدفاعي واختيار لاعبي كرة القدم الذين يلتزمون بمهمة واحدة وشغل مركز محدد داخل الملعب.

ويعتبر أوسوريو مدربا يهوى كرة القدم الاستراتيجية والتكتيكية والمدرسة الهولندية صاحبة مبدأ التناوب في اللعب واللعب الجماعي واللمسات السريعة لبرشلونة بقيادة ليونيل ميسي وتكتيك الاستحواذ على الكرة وألعاب الهواء ودراسة الجوانب البدنية للمنافسين.

ويخوض المدرب الأمريكي الجنوبي بطولة كوبا أمريكا القادمة متمتعا بخبرة واسعة في التأهيل البدني، نظرا لعمله كمساعد لمدرب مانشستر سيتي الإنجليزي وكمدرب لفرق موليوناريو الكولومبي وشيكاغو فاير وريد بول نيويورك الأمريكيين.

وحصد، أوسوريو، المولع بالخطط والجوانب الفنية، الشهير بـ"الماستر" أو "الواعظ" أو "البروفيسور" في الأوساط الرياضية، ثمانية ألقاب دوري خلال مسيرته بواقع بطولة واحدة مع ريد بول وسبعة ألقاب في مسقط رأسه، ستة منها مع أتلتيكو ناسيونال وواحد فقط مع فريق أونسي كالداس.

ويستهل أوسوريو، الذي يعيش ويتنفس كرة القدم طوال 24 ساعة، مشواره مع المنتخب المكسيكي في كوبا أمريكا بإجراء بعض التغييرات داخل الفريق، الذي يسعى إلى تطبيق نظام التناوب بين لاعبيه وتدريبه على الخروج بالكرة من المناطق الخلفية بشكل سليم والاعتماد في تشكيله الأساسي على ثلاثة لاعبين في وسط الميدان ومهاجمين صريحين بالإضافة إلى مهاجم ثالث متأخر.

ويسجل المدرب الكولومبي، الذي يكمل عامه الـ 55 في الثامن من يونيو المقبل، ظهوره الأول في كوبا أمريكا على رأس المنتخب المكسيكي، حيث سيواجه أفضل المنتخبات التابعة لاتحادي أمريكا الجنوبية "كونميبول" وأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف".

ويستعد أوسوريو، الذي يتمتع بخبرة عريضة في عالم التدريب مع فرق ميليوناريو الكولومبي (2006 / 2007) وشيكاغو فاير (2007 2008/) ونيويورك (2008 / 2009) وأونسي كالداس (2009 / 2010) وبويبلا المكسيكي (2011) وأتلتيكو ناسيونال (2012 / 2015) وساو باولو (2015)، لتحقيق حلمه الأكبر "الوصول إلى المونديال وتقديم أداء طيب".

ويبدأ الجاسوس أوسوريو، متأبطا دفتره الذي يحوي علامات بالقلم الأحمر تشير إلى أخطاء لاعبيه وأخرى بالقلم الأزرق خاصة بالأداء المتقن لهؤلاء داخل الملعب، تجربة أولى قبل كأس العالم في كوبا أمريكا القادمة.