نادية صالح تكتب: «نشأت الديهى».. إعلامى.. سبقه موقفه الوطنى

مقالات الرأي




تعرفت عليه عندما نقلت الأخبار واقعة استقالته من القناة التركية التى كان يعمل بها، فلم تقبل وطنيته أن يشترك - حتى ولو لم يكلف هو شخصيا بالهجوم على مصر- رفض الرجل أن يشترك أو يعمل فى تلك القناة التى تهاجم وطنه، وتحمل له روحا عدائية.. وعاد إلى أرض الوطن.

ظللت أتابع أخباره وأتعجب من عدم ظهوره والاستعانة به على شاشاتنا أو فضائياتنا العديدة، تكريما له وتقديرا لوطنيته التى افتقدها البعض القليل هناك، لقد قطع الرجل «عيشه» وأظنه -بالتأكيد- صاحب أسرة، وطال انتظارى ولا أخفيكم سرا أننى أبديت تساؤلاتى ودهشتى للبعض من مسئولينا، وللحق لم يتململ الرجل ولم يصرح ولو ببعض الغضب من عدم الاستعانة به أو حتى الإشادة بوطنيته التى لم يغرها الدولار والمال.. فهو المصرى الأصيل بمبادئه الوطنية الرفيعة التى لايضرها أو يغيرها شيء.. المهم. أننى وجدته وبعد فترة مشتركا فى بعض البرامج، وأخيرا.. أسعدنى ظهوره فى برنامج يومى جديد يقدمه على قناة «دريم» بعنوان «جملة فعلية»، يحاول من خلاله أن يؤكد على (قيمة الفعل) وليس القول فقط.. ويحكى فيه عن (أفعال) تؤكد المعانى الوطنية الفاعلة بحق.. وتعطى الأمل بعد أن كدنا نفقده بل اقتربنا من فقد الثقة فى أنفسنا من كثرة التركيز على السلبيات فقط دون إشارة إلى بعض الإيجابيات التى بدأت تظهر ويتجاهلها الإعلام جريا وراء الإثارة والإعلانات.. ولكن وبعد هذه الـ (لكن) لابد أن أقول إن الصدق الذى يراعيه السيد (نشأت الديهى) يعطيك الأمل الحقيقى دون تزييف فهو يقف معارضا فى برنامجه هذا عندما يجد ما يعترض عليه من أجل المصلحة العامة وليس من أجل إثارة وجريا وراء جاذبية زائفة.. وقد تابعت عددا من حلقات جملته الفعلية وأسعدتنى موضوعية المذيع وحسه الوطنى المرتفع، ومن المهم أيضا أن أشيد بعفة لسانه وانتقائه للكلمات والألفاظ مبتعدا عن موضة إعلام هذه الأيام التى تحرص على القبيح من الكلمات والعبارات، وإن بدت عليه فى أحدث حلقاته بوادر وأعراض مرض الصوت العالى «بدون لزمة» ولذلك حرصت على هذه الإشارة حتى لايستفحل المرض ويصعب علاجه.. صدقونى هو مرض استشرى للأسف بين إعلاميينا.. فحذار أيها الرجل الوطنى من أن تسقط فى تلك الحفرة..

وحتى يكتمل تقديرى للإعلامى (نشأت الديهي) اسمحولى أن أذكر بعضا مما جاء فى حلقته يوم الاثنين الماضى 28/12/2015 حيث أشار إلى تصريح وزير الاستثمار (أشرف سلمان) بأن قطاع الأعمال بدأ يحقق أرباحا بعد خسائر استمرت لسنوات فقد تحققت أرباح بلغت 2مليار دولار فى 2015 بزيادة عن العام الماضى، وتناولت «الجملة الفعلية» أيضا ما أعلنه وزير الإسكان عن رصد عشرة مليارات (10 مليار) جنيه لإزالة العشوائيات الخطرة خلال ثلاث سنوات.. وهى بداية لاستكمال وإزالة باقى العشوائيات إن شاء الله، وهى كلها أخبار (فعلية) تبعث على أمل حقيقى.. وقد اختار السيد (الديهى) فى نفس هذه الحلقة أن يشيد بما صرح به محافظ الجيزة الجديد السيد كمال الدالى قائلا: «لن يكون فى الجيزة فاسد واحد».

ويا أيها السادة.. هذه (جملة فعلية) صادقة قدم صاحبها أوراق اعتماده إعلاميا صادقا مع نفسه ووطنه امام الله وامام جمهوره منذ قدم استقالته من القناة التركية، وعاد إلى وطنه يبحث عن الفعل الصادق والوطنية الحقيقية ليعيش بكرامة المصرى الأصيل.. تحية إلى نشأت الديهى.. وليكن الفعل والعمل هو دليلنا لتتقدم بلدنا وتعوض ما فات وتحيا مصرنا.