أحمد شوبير يكتب : تسريبات الأهلى .. بين الحقيقة والخديعة

الفجر الرياضي



■ فى صراع عبدالصادق وطاهر الخاسر هو القلعة الحمراء 
■ خسارة الأهلى للدورى والكأس منطقية فى ظل ما ذكره عبدالصادق فى تقريره 
■ مطلوب من مدير النادى الاحترام لكل من عمل فى الأهلى لأنه واجه نفس المصير منذ سنوات قليلة

فجأة وبدون مقدمات اشتعلت أزمة جديدة داخل النادى الأهلى بعد خروج تقرير مدير قطاع الكرة السابق علاء عبدالصادق إلى النور وتبادل الاتهامات عمن سربه إلى وسائل الإعلام هل هو علاء عبدالصادق المُقال من مجلس الإدارة؟ أم أحد الموظفين داخل النادى أم أحد أعضاء مجلس الإدارة والتقرير لمن لم يطلع عليه هو الأعنف والأقسى فى تاريخ الأهلى حيث حمل اتهامات قاسية لرئيس الأهلى حول طريقة إدارته لملف كرة القدم بالنادى الأهلى وأيضا حول طريقة التعاقد مع اللاعبين دون التطرق على الإطلاق إلى الذمم المالية وهو ما أكد عليه عبدالصادق أكثر من مرة وذلك حتى لا يتصور البعض ذلك وهو أمر مفروغ منه تماما. عبدالصادق أشار إلى العديد من النقاط حول كيفية التعامل مع اللاعبين خصوصا الصغار وأيضا التعامل مع مدير الكرة السابق وائل جمعة وأسباب رحيله ولماذا وصلت العلاقة بينه وبين اللاعبين إلى طريق مسدود.

أيضا أوضح عبدالصادق فى مفاجأة مدوية أن الأهلى كان قد تعاقد مع اللاعب أيمن حفنى لكن رئيس النادى الأهلى رفض الاستمرار فى إجراءات التعاقد على الرغم من أن الجميع أكد أنه لاعب متميز ثم ألقى بقنبلة أخرى عندما أكد أن كرة القدم لم تكن على أولويات مجلس الإدارة الحالى، وأنهم رصدوا 8 ملايين جنيه فقط لا غير لتدعيم الفريق فى الوقت الذى صرف فيه الزمالك ما يقرب من 30 مليون جنيه، ما كان له أكبر الأثر فى فوز الزمالك ببطولتى الدورى والكأس كما شرح عبدالصادق بالتفصيل كيفية التعاقد مع جاريدو المدرب السابق للنادى الأهلى وأوضح أن الأهلى، استرخص فى التعاقد مع المدربين ووضع سقفا للتعاقد مع مدرب أجنبى لذلك كان التعاقد مع جاريدو بـ30 ألف دولار فقط لا غير بالإضافة إلى عشرة آلاف دولار لمساعديه أيضا أوضح أن الاستغناء عن اللاعب رامى ربيعة جاء على غير رغبة الجهاز الفنى إلا أنه أكد أن رئيس الأهلى طلب الاستغناء عنه نظرا للأزمة المالية الخانقة التى عانى منها الأهلى فى هذا الوقت. وتطرق عبدالصادق إلى مسائل كثيرة جدا منها مثلا رفض رئيس الأهلى تشكيل لجنة لكرة القدم بحجة أنها موضة قديمة ثم فجأة إعلانه عن تشكيل لجنة دون أن يعلم رئيس قطاع الكرة ذلك إلا عبر صفحات الجرائد والمواقع. أيضا بعض العقوبات على اللاعبين مثل سحب شارة القيادة من حسام غالى حيث أكد أنه علم بالخبر من وسائل الإعلام هو ووائل جمعة مدير الكرة السابق ناهيك عن كشفه لأول مرة عن طريقة تجديد التعاقد مع فتحى مبروك ثم إنهاء التعاقد مرة أخرى بطريقة مثيرة لم يفهمها عبدالصادق حتى الآن حسب قوله وتفسيره، بالإضافة إلى أسرار وحكايات كثيرة يكشف عنها عبدالصادق لأول مرة والذى أنهى تقريره بأنه يقدمه لمجلس إدارة الأهلى حتى لا تتكرر هذه الأخطاء مرة أخرى ولا يدفع فريق الكرة الثمن بخسارة البطولات وإحباط جماهيره والحقيقة أن التقرير هو الأخطر على الإطلاق فى تاريخ الأهلى، فالأسرار والخبايا التى يحتويها تكفى لإحداث زلزال داخل النادى الأهلى وهذا هو المهم ولكن وبقدرة قادر أصبحت القضية من الذى أخرج أو سرب التقرير للصحف والقنوات وأصبح ذلك هو الشغل الشاغل لإدارة الأهلى بدلا من البحث فى صحة التقرير من عدمه هل هو حقيقة واقعة أم خداع من عبدالصادق للانتقام من صديقه القديم محمود طاهر؟

واسمحوا لى أن أشرح لكم مدى عمق العلاقة بين طاهر وعبدالصادق فمن الثابت يقينا أن طاهر تعرف على صالح سليم عن طريق علاء عبدالصادق صديقه السابق أما كيفية بدء علاقة طاهر بالأهلى فبدأت حينما تفاوض الأهلى مع نادى المنصورة لشراء لاعبه السابق ياسر ريان ثم طلب مسئولو الأهلى فى ذلك الوقت ــ وكان عدلى القيعى وصلاح حسنى ــ ضم الراحل أحمد فهمى لاعب المنصورة وطلب مسئولو المنصورة مبلغا ماليا معينا نظير الاستغناء عنهما ولم يكن الوقت يسمح بذلك فقال صلاح حسنى إن له صديقا فى مصر الجديدة حيث كانت تجرى المفاوضات يستطيع المساعدة فذهبا إليه فى مكتبه وحصلا على مبلغ 20 ألف جنيه مصرى وبدأت من هنا علاقة محمود طاهر بالأهلى إلى أن عرفه علاء عبدالصادق على صالح سليم حينما كان الأهلى على أعتاب تغيير شديد فى مجلس الإدارة وطلب صالح وجوها جديدة لدخول مجلس الإدارة فتم ترشيح محمود طاهر، وبالفعل تم عمل عضوية عاملة له بالنادى ثم دخل مجلس إدارة الأهلى، واستمرت علاقته بالأهلى مع مجلس الإدارة إلى أن توفى الكابتن صالح. ثم حدث خلاف بينه وبين حسن حمدى، وعلى أثره خرج من الأهلى بعد أن رفض حسن حمدى ترشحه لمنصب أمين الصندوق فخسر أمام محمود باجنيد الانتخابات فابتعد تماما من عام 2004 حتى عاد رئيسا للأهلى فى 2014 بعد حملة انتخابية مُكلفة للغاية أسفرت عن فوزه مع قائمته بالكامل، وكان من الطبيعى أن يرد الجميل لصديقه علاء عبدالصادق الذى تحمل على عاتقه إدارة جزء كبير من الحملة الانتخابية لمحمود طاهر وعقد اجتماعات يومية فى منزله بالتجمع الخامس، ولعلى لا أذيع سرا عندما أقول لأول مرة أننى تلقيت اتصالا هاتفيا من عبدالصادق يطلب منى المساعدة مع محمود طاهر فى حملته الانتخابية فاعتذرت له بكل أدب، وكرر عبدالصادق المحاولة معى أكثر من مرة إلا أننى صممت على الرفض بكل الأدب واستمر عبدالصادق فى دعمه القوى لمحمود طاهر فالتقى معظم اللاعبين فى فريق الكرة وأيضا الكثير من اللاعبين والإداريين السابقين وأسرف فى الوعود معهم بالتواجد داخل الأجهزة الفنية والإدارية داخل النادى الأهلى وهو ما لم يحدث ما أثار غضب الكثيرين منهم. على الرغم من أن طريقة دخول عبدالصادق نفسه على الجهاز الفنى كانت غريبة جدا حيث تلكك مسئولو الأهلى للمدير الفنى السابق محمد يوسف فأطاحوا به وبجهازه بالكامل ليتولى عبدالصادق المسئولية بالكامل عن إدارة الكرة بالأهلى فى مشهد عجيب وغريب وجديد على إدارة الأهلى، ويومها قال البعض إن طاهر نفذ أول وعوده بتمكين عبدالصادق من إدارة الأهلى.. البعض الآخر أكد أن عبدالصادق ينتقم من صديقه القديم طاهر لأن الأخير أبلغه قبل اجتماع مجلس الإدارة بدقائق أنه مستمر فى منصبه كرئيس لقطاع الكرة بل الأكثر أنه طلب منه ترشيح مدير للكرة وبالفعل اختار عبدالصادق الكابتن سيد عبدالحفيظ لهذا المنصب إلا أن طاهر تحفظ عليه بحجة أن عبدالحفيظ لم يرد غيبة المهندس محمود طاهر عندما تطاول عليه رئيس نادى الزمالك فى أحد البرامج الرياضية التى كان يقدمها عبدالحفيظ، وطلب منه ترشيح بديل له ثم علم عبدالصادق أن المجلس وافق على استمرار عبدالصادق رئيسا لجهاز الكرة بأغلبية 5 أصوات ضد أربعة. هم رئيس النادى وعماد وحيد وكامل زاهر ومروان سعيد، ما دعا رئيس الأهلى للاتصال بمحمد عبدالوهاب عضو مجلس الإدارة للحضور والتصويت ضد عبدالصادق وهو ما حدث وبناء عليه ولأن صوت رئيس الجلسة هو المرجح فقد نجح طاهر فى إبعاد عبدالصادق عكس كل وعوده له حسب ما يقول عبدالصادق.

فى كل الأحوال ما يحدث داخل الأهلى الآن يحتاج إلى سرعة الترابط ولم الشمل حتى لا تنهار المنظومة خصوصا أن تعاقدات الفريق جاءت قوية وأيضا بدايته فى مسابقة الدورى جاءت مثالية وجماهير الأهلى لا يهمها من قريب أو بعيد خلاف بين رئيس النادى ورئيس قطاع الكرة السابق، لكن ما يهمها هو الحفاظ على مبادئ الأهلى وقيمه وأخلاقياته. لذلك فهى على الرغم من اختلافها الشديد مع علاء عبدالصادق إلا أنهم جميعا استاءوا من الطريقة التى تعامل بها مدير عام الأهلى مع عبدالصادق من تصريحات لا يمكن أبدا أن يصدق أحد أنها تصدر من رجل بهذا الحجم والوزن، وأيضا ما يهم جماهيرالأهلى هو عودة البطولات والانتصارات لأنها طريق الفريق للسيادة الإفريقية والمحلية ومن ثم المشاركة فى بطولة العالم للأندية، التى تفتخر جماهير الأهلى دوما بأنها صاحبة صولات وجولات فيها وأن الأهلى هو الفريق المصرى الوحيد حتى الآن الذى شارك فى حوالى 7 مناسبات لهذه البطولة حاملا الرقم القياسى الثانى للمشاركة فى هذه البطولة.

ما الذى سيحدث داخل الأهلى خلال الأيام المقبلة؟ الكرة فى ملعب مجلس الإدارة.