مايكل مجدي يكتب: أنا وطني بنشد وبطنطن وأنت عميل .. أرخص كلمة لكرسي البرلمان

الفجر الرياضي



لم تنتهي جولة الإعادة في الإنتخابات البرلمانية لمجلس النواب 2015 في مرحلتها الأولى، وأصبح المصريين يتعاملون مع المرشحين بمبدأ هذا وطني وهذا عميل، الكلمة التي أصبحت متداولة بشدة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ووصلت لكل بيت مصري، وأصبح أفراد الأسرة الواحدة يتناولون ترديدها مع الحديث عن كل مرشح، القوائم الإنتخابية جميعها تقريبًا باستثناء حزب النور متوافقه علي دعم سياسة الدولة التي أقرها المجلس العسكري منذ ليلة الـ 30 من يونيو ودعمها الشعب بثورة شعبية كبيرة انتهت بانتخاب القائد الاعلي للقوات المسلحة المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية في انتخابات شهد لها الجميع بالنزاهة.


ولكن طمع كرسي البرلمان وما يمثلة من قيمة معنوية وسياسية لصاحبة جعل جميع المرشحين يستخدمون كلمة الخيانة والعمالة للنيل من خصومهم في انتخابات لم يحضرها أكثر من 20 % حتى الأن علي الرغم من التصريحات التي خرجت من اللجنة العليا بأن المصوتون وصلوا إلى 30 % من نسبة التصويت.


الغريب أن هناك العديد من مرشحي البرلمان سبق وتعاملوا مع نظام ماقبل 25 يناير والأن يتبرئون من ذلك !!!! والاغرب أن البعض أيضا ترشح علي قوائم حزب الحرية والعدالة أثناء برلمان 2011 والأن يرتدون ثوب الوطنية والحكاية كلها حلاقة ذقن.


الإعلام أيضًا تعامل مع الانتخابات بمبدأ فلان عاجبني يبقي وطني وبيحب مصر، وعلان مش عاجبني يبقي خاين وعميل وإخوان ولازم تقول إخوان عشان يسقط ومش بعيد كمان تقول إرهابي عشان تحبسة في الأخر، وخرج العديد من مقدمي برامج التوك شو عن الحيادية تمامًا، وأصبح هناك انقسام واضح بين بعض الاعلاميين حول تدعيم مرشحين بعينهم واظهار خصومهم في مظهر الخائن والباحث عن الشهرة والحصانة.


الحقيقة الواضحة الأن أن معظم القوائم وعلي رأسها قائمة في حب مصر والمصريين الاحرار والوفد ونداء مصر ينتهجون نفس الاستراتيجية في العمل السياسي ومعظم مؤيديهم يتوافقون في الاراء السياسية.


الحقيقة الثانية أن الإخوان لم يشاركوا في الإنتخابات ولم يدعموا حزب النور كما كان يزعم بعض مقدمي البرامج.


الحقيقة الثالثة هي مشاركة الفئة العمرية اصحاب الخمسين والستون والسبعون عاما بكثافة في الانتخابات.


أما الحقيقة الرابعه وهي الاهم فهي عزوف الشباب بنسبة كبيرة عن المشاركة في " الفانتازيا " البرلمانية بسبب كل ماسبق ولعلها تكون رسالة واضحة وصريحة الي القائمين علي صناعه القرار في مصر.


الوجوة أصبحت مكشوفة والتصريحات تشبه مسلسلات دموع في عيون وقحة ورافت الهجان والسقوط في بئر سبع.


السؤال الأن هل سيتسابق الرعاة علي الفوز بحصريات لاذاعه جلسات البرلمان القادم وكيف سيضع كل هؤلاء التشريعات والقوانين التي من المقرر أن تحكم مصر خلال المرحلة المقبلة ام سنرى برلمان كوميدي اشبة ببرلمان 2011.