نادية صالح تكتب : إلى المصرى الوطنى الشجاع والصبور المهندس إبراهيم محلب الشهير بـ«البلدوزر»

مقالات الرأي



بلدوزر صحيح.. وهل هناك من يتحمل كل هذه «الترهات»؟!.. ومش عارفة يعنى إيه «ترهات» لكنها كلمة تقال عندما تكون الأمور كلها والانتقادات والهجوم «سمك.. لبن.. تمر هندي» كثير.. كثير.. ومن كثرته كان لامعنى لأغلب ما جاء فيه.. لأن «الأعمى» -حتى الأعمى- كان لابد أن يرى ويسمع ويلمس جهد الرجل، وما قدمه وما حققه من نجاحات أتت إلينا فى صورة استقرار وأمن كاد أن يكون كاملا أو اقترب من الكمال، وذهب إلى الناس.. كل الناس الصغير قبل الكبير، كان «عمدة» بدرجة رئيس وزراء، ولكنه «عمدة» عصرى، فالعمدة زمان كان يجلس -ولاحظوا يجلس هذه- ويأتيه الناس من القرى كلها ليحل لهم مشاكلهم، أما عمدتنا العصرى المهندس العظيم إبراهيم محلب فكان يذهب للناس، حتى اعتاد الناس أن يروه أو يتوقعوا زيارته بين ساعة وأخرى أو مكان وآخر. ولذلك أحبه الناس وقدروا جهده، كما حدث بعدما قدمت وزارته استقالتها منذ أيام، وكل ذلك كان ما عدا الإعلام أو على الأصح بعض أجهزة الإعلام لسبب أو آخر، وفى أحسن الأحوال كان هجوم الإعلام على «محلب» لأنهم مطالبون بأن يقولوا شيئا.. فإذا لم يجدوا شيئا قالوا «إنه أحمر الخدين» كما يقول المثل «مالقوش فى الورد عيب قالوله يا أحمر الخدين»، وكانت قمة الهجمة الإعلامية يوم المؤتمر الصحفى فى تونس.. عندما أنهى السيد «محلب» المؤتمر وخرج بعد سؤال الصحفى «الإخوانى التونس».. هاج الإعلام بعد سؤال الصحفى وماج.. ولكننى -وأظن معى كثيرين- أظن أنه بخروجه هذا نزع فتيل أزمة سياسية كان يمكن أن تحدث إذا رد على هذا الرجل.. فأيا ما كانت الإجابة كان الرجل مستعدا بل «مستبيع - ولبط» بالبلدى كده وسوف يكون مستفزا وسيجعل الحوار فرصة لأزمة سياسية، تصوروا رجلا إخوانيا لايهمه إلا مشاغبة رئيس وزراء مصر، لذلك أرى أن خروج السيد إبراهيم محلب كان قمة الذكاء فقد كان وقت المؤتمر قد انتهى تقريبا وخرج الرجل فى هدوء كأنه لم يسمع شيئا.. ولكننا نحن ما أخذنا هذا التصرف فرصة وكأننا أصبحنا جميعا سياسيين محنكين وقلنا «كان ممكن وكان ممكن وكان ممكن» والله العظيم حرام؟! وكانت الطامة الكبرى كما يقولون عندما ظهر فساد وزير الزراعة وتم القبض عليه، وربما كانت «زفة» القبض عليه إنذارا للجميع بأن الفاسد سوف يحاكم مهما كان موقعه وزيرا أو خفيرا.. وهذا المعنى جميل فى حد ذاته.. بل له كل التقدير، لكن لماذا أخذنا تلك الفرقعة -وأقول أخذنا- لأننى لا أعفى نفسى كواحدة فى طابور الإعلاميين!! لقد أخذنا القبض على الوزير إياه لنلقى بالاتهام أو نشتبه فى كثير من الباقين، فهل يجوز كل ذلك؟!

طبعا لايجوز..

لكل هذا ولكل ما قابل السيد محلب من هجوم لم يرد عليه إلا بالعمل ثم العمل والنجاح ثم النجاح .. وأنا اليوم.. أقول إنه يستحق منا رجلنا الشريف المجاهد فى سبيل الوطن وهذا لقب يستحقه الرجل فعلا.. فقد جاهد طوال عمره وخلال عام ونصف العام.. جاهد فعلا فى سبيل الله والوطن.. وهذا هو الجهاد الحق يا «إخوان».. والتحايا (جمع تحية).. التحايا كلها بدأت تصل إليك أيها الرجل الشجاع الصبور الذى أحبه الناس دونما انتخابات إلا عمله.. تحية إليك وأنت تترك رئاسة مجلس الوزراء.. لكنك لم ولن تترك الناس لأنك بينهم ولأن كرسيك كان هنا فى الشوارع والأحياء ولذا لن تتركه ولن يتركك.. أعزك الله وأعطاك الصحة والعافية وجزاك عنا خير الجزاء، ولابد أنك تتمنى بكل الطيبة التى يشع بها وجهك كل الأمنيات الطيبة بل ستساعد خلفك المهندس شريف إسماعيل إذا طلب ذلك والذى بدأ يحل مكانك ويتلقى السهام هو أيضا.. لعله يكون أهلا لاستقبالها بصدر رحب..

شكرا وتحية إلى المصرى الوطنى الشجاع والصبور المهندس إبراهيم محلب الشهير بالبلدوزر، وتذكروا جيدا أن البلدوزر لايتوقف.. فسر على بركة الله وكن بجوار رئيسنا العظيم والذى أعلن حاجته إليك إلى جواره وأظنك قطعا لاتتأخر.