إيمان كمال تكتب: زمن المايوه الجميل

مقالات الرأي



الحفيد ،و ارحم حبي وابي فوق الشجرة وزواج على الطريقة الحديثة وعفريتة هانم  ،افلام كثيرة ننتظر عرضها بشغف على شاشة التلفزيون فلا نمل إن تكررت ولم نشعر يوما بأنها تنتمي لنوعية افلام البورنو ولم  نقيم ابطالها ممن شاركوا بهذه المشاهد بالإنحلال الاخلاقي لمجرد ظهورهم على شاطئ البحر بالمايوه فهو أمر بديهي ! 
في السنوات الأخيرة وبالتحديد مع ظهور مصطلح "السينما النظيفة" تلك التي يدعي مريديها بالإلتزام الاخلاقي بات الظهور بالمايوه هو امر شائك جدا ،في حين تحجج  صناع وابطال السينما النظيفة  بأن الهدف من ذلك هو ان يكون العمل مناسب لكل افراد الأسرة وكأن مجرد رؤية مايوه  أو قبلة هو امر مشين.

تعلمنا في زمن الفن الجميل حب الجسد وحب الرقص وحب الأناقة ..تعلمنا الحب من نجوم لم تهدف الرخص أو التجارة بقدر ما كانت تعلم جيدا بأن هذا الجسد ليس شيئا رخيصا أو مجرد سلعة ،فكان ظهور شادية أو هند رستم وسامية جمال وغيرهن بالمايوه هو تعبير عن حالة وصورة جمالية تكمل اللوحة الفنية.
في حين أن السينما حاليا اعتبرت أن ظهور الأبطال بمايوه هو جريمة وبأن من تقدم هذه المشاهد من الفنانات بالتأكيد هى تفعل ذلك من اجل التعري واستقطاب شريحة الشباب المراهق لتحقيق ايرادات .
فالحكم الأخلاقي  بأن من تقبل على تقديم هذه المشاهد وكأنها تقدم نوع من الدعارة بات هو الأسهل ،حيث تبدأ حملات المقاطعة والمهاجمة والتنظير بأن المايوه شر لابد التخلص منه .
وهو ما دفع كثير من الفنانات للتبرأ من بعض الأعمال اللاتي ظهرن بها أو انكارها ،والتأكيد على انها تحترم جمهورها ولا يمكن أن تقدم مثل هذه الأعمال.
قليل من المخرجين استطاع أن يحافظ على روح السينما المصرية والحالة الفنية الجمالية بعيدا عن كل تلك العقد التي انتشرت في السنوات الماضية ،مثل داوود عبد السيد ومحمد خان ،إلا انه لا يزال الحكم على صناع هذه الأفلام اخلاقي ،في مجتمع نصب نفسه الها يطلق الأحكام على الآخرين.

حينما قدمت داليا البحيري مشهد مايوه في بدايتها لم تهدأ الانتقادات التي ظلت تلاحقها مما جعلها تعتزل ذلك نهائيا وتكتفي بحسب تصريحها بارتداءه على البحر في حياتها الشخصية ،الأمر تكرر مع علا غانم وبسمة وأخيرا نجلاء بدر فمنذ ظهور البرومو الخاص بفيلم قدرات غير عادية لداوود عبد السيد والذي تظهر بطلته وهى ترتدي مايوه وبدأت الأحكام تطلق على جريمة نجلاء التي قررت ارتداء ملابس جريئة من وجهة نظر الكثيرون لتضع نفسها في خانة نجمات المايوه المتهمات بالدعوة للفجور والرزيلة.

ربما نعود لزمن المايوه الجميل وزمن الاستمتاع بجماليات العمل الفني بعدما نتخلص من رواسب القبح التي طالت المجتمع المصري عبر السنوات وجعلت العشوائيات هى التي تليق بفكره المنغلق.