أحمد شوبير يكتب : انتبهوا أيها السادة

مقالات الرأي



لن تنسى جماهير الكرة المصرية الأزمة المستعصية التى حدثت بين أبناء مصر وأبناء الجزائر بسبب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، ولن ينسى المصريون جميعا أن مباراة لكرة القدم كادت تفسد العلاقة بين دولتين شقيقتين ولولا تدخل العقلاء فى التوقيت المناسب والتغيرات السياسية التى حدثت فى مصر لاستمرت العلاقة على توترها لسنوات طويلة ولا يخفى على أحد أن آلاف المصريين المقيمين فى الجزائر عانوا من التناول الإعلامى السيئ لقصة مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر، ولا يخفى على أحد أن التناول الإعلامى خصوصا من الجانب المصرى كان له الدور الأكبر فى اشتعال الأزمة بين البلدين وما صدقنا أن انتهت الأزمة على خير وعادت المياه إلى مجاريها بين مصر والجزائر على كل الأصعدة والمستويات حتى عادت إلينا أزمة أخرى هى أشد وأسوأ وذلك من خلال التنافس بين الأهلى والزمالك وأصبح التراشق على الفيس بوك والمواقع بين جماهير الأهلى والزمالك ولم يعد أحد يعرف ما الذى يمكن أن يحدث مستقبلا فقد دفعنا ثمنا غاليا بسبب هذا التوتر وهذا التراشق فى حادث استاد النادى المصرى ببورسعيد وفقدان 72 من أبنائنا بسبب هذا التعصب الأعمى الآن يأخذ التعصب منحى جديداً فقط طال الجميع قيادات ولاعبين ومسئولين وجماهير وأصبحنا على صفيح ساخن وأصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا فى كل مباراة تقام فى مصر وكأننا لم نتعلم الدرس مما سبقونا وكأننا فى انتظار ضحايا جدد فى مباريات أخرى قادمة وبدلاً من أن نفكر فى طريقة لإعادة الجماهير إلى المدرجات فى المباريات أصبح حضور الجماهير للتدريبات يشكل عبئاً كبيرا لكل أجهزة الدولة لدرجة أننا كدنا أن نلغى مسابقة الدورى العام بسبب أزمة ملعب مباراة الأهلى والزمالك الأخيرة.. الاحتقان وصل إلى ذروته ولا أحد يتدخل لإيجاد الحلول لأن الكل يتهرب من مسئوليته والخوف كل الخوف أن تتكرر أزمة مصر والجزائر ولكن هذه المرة بين أبناء الشعب الواحد أو أن تتكرر حادثة استاد بورسعيد أو أن يصبح الموت والقطيعة والتعصب هى عناوين المرحلة القادمة لكرة القدم فى مصر .. أفيقوا أيها السادة القادم أصعب وأسوأ بكثير ما لم يقم كل مسئول بكل ما لديه من إمكانيات وقوانين لوقف هذا العبث واللعب بالنار التى ستحرق الجميع وإننى أتعجب من أن قانون الرياضة الذى استبشرنا به جميعاً خيراً لم يصدر حتى الآن وحتى هذا القانون لم يشتمل على أى فقرات تقف ضد شغب الملاعب فى الوقت الذى تسن الدولة فيه قوانين لمكافحة الإرهاب ونجد القضايا بالجملة أمام المحاكم بسبب تظاهرات أو إضرابات فى بعض الهيئات التى لا تمثل عبئاً ولا مشكلة على الإطلاق وما بذلك تظهر الدولة العين الحمراء امام أى محاولة للخروج عن النص لذلك الكل فى حالة دهشة من هذا التسيب والامبالاة التى يواجه بها المسئولون هذا الخروج عن النص من كل عناصر اللعبة ويبدو أن الخوف هو العنوان الأكبر لهذه المرحلة دون أن يعلم أحد ما السبب فى هذا الخوف.