أن يُصبح المُستقبل بين يدِيٌّ رجل واحد

مقالات الرأي



" لقدعانى هذا الشعب الكريم ولميجد منيرفقبهأويحنوعليه "...
تلك هى الكلمات الصادقة التى إقتحم بها الرئيس السيسي قلوب المصريين يوم قرر أن يستمع إلى الشعب وينحاز لإرادته..
تلك كانت أول كلمات حانية يسمعها شعب تعطش طويلا إلى الإهتمام، فى  عهد نظام جثم على الأنفاس ثلاثين عاما فآتى على الأخضر واليابس، وأورثنا تركة ثقيلة من فقر وجهل ومرض وعشوائيات وبطالة وفساد..
ثم جاء الحُلم حين إنبثق شق فى الحيطان عن شعاع نور..وقتها قرر الشعب أن يثور، فسرعان ما خرجت جماعة الأخوان من الكهوف لتقف فى وجه النور فتتوارى الأمال وتخبو الهمم..
يوم نجح محمد مرسي فى الإنتخابات تسلل اليأس إلى نفوس كل من عرف جماعة الأخوان من خلال تاريخهم الطويل...وكان السؤال كل يوم: ولحد إمتى؟!
أتذكر فى اليوم التالى لإعلان نتيجة الإنتخابات بفوز دُمية الجماعة، سألت أخى بصوت بائس: وبعدين..حنخلص من الكابوس ده إمتى؟..
رد بصوت هادئ ونبرة تخنقها الحسرة واليأس: هانت كلها أربع سنين إلا يوم!..
وقبل 30-6 كان السؤال الذى يشغل العامة فى جلساتهم الخاصة، ويشغل النخبة من وراء الكاميرات وبعيدا عن الرسميات هو: "تفتكروا الجيش حيعمل حاجة؟ "...
وكان الرد التلقائى الذى مللنا سماعه هو: "إنسوا..دول شالوا طنطاوى وجابوا واحد إخوانى!"..
نعم..كانت تلك هى الإنطباعات، وكان السيسي بذكاء رجل المخابرات يتربص ويراقب دون أن يُصرح ولا حتى أن يُخطئ بإيماءة..
ثم كانت المفاجأة..لم يكن عزل مُرسي هو المفاجأة، ولم تكن إرادة الشعب هى المفاجأة، ولكن كانت المفاجأة الحقيقية هى أن الله أراد النجاة لشعب إختُطفت ثورته وماتت آماله..
كانت المفاجأة أن الله أراد لمصر أن تحيا بين عراق تئن وسوريا تترنح وليبيا تحتضر وأفغانستان بلا ملامح..
كانت المفاجأة أن الله رزق الشعب المصرى بزعيم يمتلك الكاريزما والإرادة والنقاء والدهاء والحنو..
رزق الله الشعب الصامد بقائد قرر أن يحنو على الشعب (أو بالعربي البسيط يطبطب عليه)..
وكان الرهان أنه سوف يفشل، وكان التحدى هو الصعاب التى تفوق الوصف، وكانت المُعضلة هى الفساد والشللية التى أودت بحكام ودول قبله..
ووسط التفجيرات والتخريب والفوضى وأزمات البنزين والكهرباء..لم يتردد الشعب لحظة فى أن يحتمل المزيد..
ووسط أعباء الحياةوضغوطها جاءت الستون مليارا من بيوت البسطاء قبل الأغنياء لحفر قناة السويس، دليلا وبرهانا على حُب الناس له وإيمانها به..
وبقيت كلمة السر دوما، هى الكلمة التى أصبحت ميثاق الرئيس فى كل خُطبه "تحيا مصر" و" إلا مصر" و" ومصر وبس"..
قد يعتبر البعض مقالى تآليها أو شرارة لصناعة ديكتاتور..ولكننى وبكل صدق، أكتب اليوم بنبض المواطن المصرى، وبقلم الأُم التى ترى أن شكر الرئيس واجب..فهو الرجل الذى إستطاع بكل الحب أن يشاركنا الحُلم، ويقتسم معنا كسرة الخُبز، والذى إستطاع بإرادة الأب أن يرسم مستقبل أبنائنا بكل الأمل والتفاؤل..
إن نجاح المؤتمر الإقتصادى لم يكن فى المقام الأول نجاح لتمويل المشروعات، ولكنه كما أراه ويراه العالم، نجاح سياسي وإنسانى فى المقام الأول..
فحضور ملوك ورؤساء العالم العربي فى رسالة حب وإحترام..نجاح إنسانى..
ووقوف الدول العربية والإفريقية وراء مصر داعمين متكاتفين..نجاح سياسي..
أمريكا التى تلعثمت، وإيطاليا التى ساندت، وأفريقيا التى تعلمت السباحة الثنائية مع مصر، ودعوة مصر لمؤتمرات داعمة لكل الدول المتعثرة إقتصاديا، وتقدير الرئيس لشباب المنظمين وإصراره على وجودهم بجانبه، وإبتسامته العريضة أحيانا أو المقتضبة فى كثير من الأحيان....
تلك كلها رسائل نجاح تبدأ بإختيار زعيم واثق، وتنتهى بتوقيع واحد..هو:(تحيا مصر)..
سيدى الرئيس..نشكرك، ونتمنى عليك أن يكون تحديك القادم هو التعليم..
فالتعليم مسئولية الدولة..وحق المواطن..والأمل الوحيد فى خروج أجيال قادرة على أن تستكمل ما بدأت أنت..
التعليم..هو مدارس حكومية قوية وجامعات تابعة للدولة تمتلك الرؤية، ومناهج دراسية ترسم هوية الشباب وترسخ إنتمائهم للوطن..
التعليم سيدى هو ملفك القادم..فلو تبرعت كل أسرة بخمسة جنيهات شهريا لأصبح هناك مبلغا يكون نواة نستطيع أن نبدأ بها..
التعليم سيدى..هم هؤلاء الشباب الذين وقفوا بجانبك بكل ثبات وثقة وفخر وتفاؤل..الفارق الوحيد أنهم تعلموا بفلوس أولياء أمورهم..وبكل أسف أن الجامعات الأجنبية هى التى  خلقت لهم الشخصية ومنحتهم هوية الإختلاف..
فمتى تكون المدارس والجامعات المصرية هى الحُلم؟!..