"الباتيك".. عندما تتحوّل قطعة القماش للوحة فنية (صور)

صور

بوابة الفجر

"إيدك تتلف في حرير"، كانت هذه الكلمات التي نطقتها ألسنتنا عندما دخلنا إلى ورشة "الباتيك" التي يمتلكها حازم عنتر، أحد فناني هذا النوع النادر من العمل اليدوي، الذي كاد أن ينقرض، وربما لم تسمع عنه من قبل.

حازم عنتر الذي عشق فن "الباتيك" بشكل جنوني، وأبدع فيه أيضًا، وتطوّرت رسوماتها على مر السنوات التي ظلّ فيها يرسم بالشمع على الأقمشة.

استخدم "عنتر" هذا النوع المختلف من الفن، للرسم على الأقمشة التي تدخل في صناعة المفروشات، والملابس، والفساتين ذات الرسومات المُعقدة.

كما أبدع في صناعة براويز الزينة، وأقمشة الكراسي، والتنجيد، والإطارات الفنية، واستخدمه في رسم اللوحات الفنية كطريقة مختلفة ومُبدعة.

ما هو فن "الباتيك"؟

"الباتيك" هو رسم بالشمع السائح المنصهر كبديل للريشة وللقلم الرصاص، على القماش، هو شيء يشبه الألوان المائية، وإن كان هذا الفن أصعب بعض الشيء؛ نظرًا لاستخدام الريشة في حالة الألوان المائية؛ حيث يكون الشمع منصهرًا وساخنًا، ويتم تنفيذ اللوحة فيه، وهنا تكمن الصعوبة في تنفيذ العمل، وهو ببساطة أحد الطرق التي تُستخدم في صبغ الأقمشة، ويعتمد فن الباتيك على صب الشمع السائل على القماش، وبعد أن يجف تمامًا، يتم تفريغ الشمع بالرسومات المطلوبة، ومن ثم تصبغ الفراغات بالألوان.

تاريخ نشأة "البايتك"

نشأ فن "الباتيك" بشكل أساسي في القارة الآسيوية، وتحديدًا في العاصمة الإندونيسية جاوة؛ حيث اشتهرت بهذا الفن بشكل واسع، وذلك خلال القرن الأول الميلادي، ثم انتشر في الصين بفضل التجارة في القرن الخامس الميلادي، وكانت النساء الإندونيسيات أول من قام بفن "الباتيك" أو التشريخ، كوسيلة للتسلية، ثم أصبح بعد ذلك حرفة، بعد ازدياد الطلب عليه.

وفي القرن التاسع عشر، اهتمّت القارة الأوروبية بفن "الباتيك"، ونشأت ورش لتعليم هذا الفن من فنون الرسم والطباعة، كما عُرف لدى دول الشرق مبكرًا، فدخل إلى مصر في القرن السابع عشر الميلادي، وتميّز بالطابع القبلي.

كيف تبدأ عملية صناعة الأقمشة بفن "الباتيك"؟

يعمل "عنتر" على تحضير أقمشة القطن الثقيل، ثم يضع عليها طبقة خفيفة للغاية من الشمع، وبعدها يقوم بنقش الرسومات المختلفة، وزرقشة الخطوط الدقيقة، وذلك عن طريق ما يُعرف بـ "التشريخ" على الشمع.

عقب الانتهاء من الرسم، يقوم "عنتر" بإحضار الألوان المختلفة لتلوين الرسومات الدقيقة، فتدخل الألوان إلى القماش وفقًا لعملية التشريخ، ثم يمنع الشمع دخول الألوان إلى باقي القماش، ويُترك حتى يجف تمامًا.

بعدها يقوم بفرك القماش، للتخلص من الشمع الموجود على سطح الأقمشة، ويقوم بعد ذلك بغسلها، ثم غليها لثبيت اللون، والتخلّص من بواقي الشمع، وتصبح  الآن قطعة القماش جاهزة للاستخدام بالرسومات المطبوعة.