هل يساعد الأسبرين في الوقاية من السرطان؟

منوعات

بوابة الفجر

تشير الأبحاث الحديثة المنشورة في مجلة "السرطان" إلى أن الأسبرين قد يكون له دور في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وعلاجه. 

ووجدت الدراسة أن مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين تناولوا الأسبرين كان لديهم انتشار أقل للمرض إلى الغدد الليمفاوية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا الدواء. 

ويبدو أن الأسبرين يعزز جهاز المناعة في الجسم، ويساعد في تعقب الخلايا السرطانية ويضيف هذا الاكتشاف الواعد إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن الأسبرين يمكن أن يكون أكثر من مجرد مسكن للألم أو وقائي من الأزمة القلبية.

الدور المحتمل للأسبرين في الوقاية من السرطان

في الولايات المتحدة، يتناول ملايين البالغين الأسبرين يوميًا لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ومع ذلك، أشارت الدراسات الحديثة إلى أن استخدام الأسبرين بانتظام قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان أو الوفاة بسببها.

وأوصت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF) في أبريل 2016، أنه بالنسبة لبعض الأفراد، يمكن استخدام الأسبرين للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان القولون والمستقيم. 

واستندت هذه التوصية إلى العديد من الدراسات التي تشير إلى إمكانات الأسبرين في الوقاية من السرطان.

وقد أكدت إحدى هذه الدراسات التي نشرت في مجلة Nature Review Cancer والتي أجراها أندرو تشان، دكتوراه في الطب، وزملاؤه من كلية الطب بجامعة هارفارد على أهمية هذه التوصية، ووصفوها بأنها "خطوة أولى حاسمة" نحو تحقيق إمكانات الأسبرين للوقاية من السرطان على نطاق أوسع.

وفقا لروبرت س. بريسالير، دكتوراه في الطب، وأستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في إم دي أندرسون، فإن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين (81 ملليغرام) يوميا قد يحمي من العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك تلك التي يصعب علاجها.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن استخدام الأسبرين على المدى الطويل يمكن أن يقلل من معدلات الإصابة بالسلائل القولونية والمستقيمية السابقة للتسرطن وآفات البروستاتا. 

كما إن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 50٪.

تشير الأبحاث التي أجرتها مجلة علم الأورام السريرية إلى أن مرضى سرطان الثدي الذين تناولوا الأسبرين يوميًا لمدة ثلاث إلى خمس سنوات كانوا أقل عرضة بنسبة 60٪ لتكرار المرض وأقل عرضة للوفاة بسببه بنسبة 71٪. قد يبطئ الأسبرين أيضًا انتشار سرطان الرئة بنسبة 20% إلى 30% ويقلل الوفيات بسرطان المعدة بنسبة 31% إذا تم تناوله يوميًا لأكثر من عشر سنوات.

آلية فعالية الأسبرين

يعمل الأسبرين على تقليل الالتهابات المزمنة، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تطور وانتشار الخلايا السرطانية في حين أن الالتهاب هو استجابة طبيعية للمرض أو الإصابة، فإن الالتهاب المزمن يمكن أن يخلق بيئة تعزز نمو السرطان يمنع الأسبرين إنتاج الإنزيمات التي تزيد الالتهاب في الجسم، وبالتالي يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان أو يبطئ انتشار المرض.

في حين أن إمكانات الأسبرين في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان واعدة، فمن المهم النظر في المخاطر المرتبطة باستخدامه على المدى الطويل يمكن أن يزيد الأسبرين من خطر النزيف الداخلي، خاصة بين كبار السن، أو أولئك الذين لديهم تاريخ من القرحة، أو أولئك الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر.