د.حماد عبدالله يكتب: خطورة " المنح " الدراسية الأجنبية !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



مستقبل الوطن ( أى وطن ) – هم أبنائه وأجياله القادمة – تعمل الأوطان – على رفع مستوى التعليم والتدريب والبحث العلمى – بين الأجيال القادمة أطفال وشباب الأوطان وهم ذخيرة البلاد لمواجهة المستقبل ورفع كفائه الأجيال القادمة لكى تتولى إدارة شئون الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية – وتعتمد كل هذه العناصر الحياتية – على نوع التعليم والكيف فيه أهم من الكم -ولعل الأمم التى راعت تدهور مستوى التعليم فيها – وتوقفت أمام هذه الظاهرة السلبية – على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية – حينما أصدر البيت الأبيض تحت إدارة "أيزنهاور"إعلان أمة فى خطر – وتكررت فى عهد كلينتون-والمرة الأولى حينما فاجأ الإتحاد السوفيتى العالم بإطلاق صاروخ يحمل الكلبة "لايكا" – إلى الدوران حول القمر – فكانت الطامة الكبرى للقطب الدولى الأخر – وسعت الولايات المتحدة الأمريكية لتصحيح مسارها فى التعليم والبحث العلمى ولم ترتاح إلا بنزول رائد الفضاء الأول "أرمسترونج" على سطح القمر عام 1969 -ولعل اليابان أيضاَ مرت بهذه التجربة – ودول أقل فى قدراتها وتماثلنا فى قدراتنا وتزامنت مع بلادنا فى تطور الحياة الإقتصادية فيها مثل "كوريا الجنوبية" – حيث أغلقت موازاناتها على تطوير التعليم لمدة سبع سنوات – حتى إنطلقت وتفوقت علينا وعلى كثير من دول العالم 
فقط بالإهتمام بالتعليم – ومخرجاتها من الشباب الذى أضاء مستقبل هذه الدولة فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى ولعل ما أثارنى لكتابة هذا المقال – هى تلك المنح الدراسية الكاملة – التى تمنحها بعض الدول الأوربية عن طريق الجامعات الخاصة العاملة فى مصر والتى تحمل إسم هذه الدول (مجازاً ) – فعلى سبيل المثال الجامعة الألمانية – هى ليست ألمانية ، أو الجامعة البريطانية – هى ليست بريطانية ولكنها مؤسسات أو شركات مصرية أخذت تلك الأسماء متعاونه مع بعض الجامعات الأوربية فى تلك الدول – ولا تتشابه أبداَ مع الجامعة الأمريكية فى القاهرة – وهى أمريكية الجنسية وتعمل بالمشاركة مع حارس على الجامعة من الحكومة المصرية !!
وحينما تعلن هذه الجامعات بالإشتراك مع الدول التي تحمل أسمها – أنها تمنح أوائل الطلاب فيها – أو من أوائل خريجي الثانوية العامة – المقبولين فيها منح دراسية كاملة لمدة خمس سنوات بالكامل – وتستقبل هذه الدول طلاب مصريون مقيمون علي أرضها ويتعلموا في جامعاتها – فهذا يمثل خطر مبكر – نحو هجرة العقول الذكية من أجيال مستقبل هذا الوطن إلي الخارج – لمن سيكون ولاء هؤلاء الشباب؟ لمن سيكون إنتماء هؤلاء الشباب ؟ هل هناك إحتمال لعودتهم إلي البلاد بعد حصولهم علي درجاتهم العلمية الجامعية وبالقطع بعد إستمرارهم في الدراسات العليا هناك ؟
سؤال أوجهه للمسئولين عن سياسات التعليم العالي في مصر – وإلي من يهمه أمر مستقبل هذا الوطن !!