"اعتدنا على ترميم بلدنا بجهودنا".. شباب الموصل يُحاصرون كورونا بمحجر صحي تطوعي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تناحَب شباب الفرق التطوعية داخل مدينة الموصل، على فحَصَ جامعة التقنية الشمالية، لتحويلها إلى مركز للحجر الصحي؛ لاستقبال الوافدين والنازحين من محافظات العراق وخارجه، الذين ارتفعَت أعدادهم، بعدما أرغمَتهم ظروفهم على ضرورة العودة-لاسيما مع تفشّي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حول العالم-، وبتتبع تفاصيل مسَح الأقسام الداخلية، باغتهم أثار القصف، الذي فاقَ تكلفة إعادة إعماره قُدراتهم، حتى علِم صاحب معرض نينوى الدولي، أركان الفيصل، وأبدى استعداده لتغَير هدف المكان المُلائم، وتقاسمَ الجميع المهام، واِفتتح الموقع بوقت قياسي "ومن المفترض وزارة الصحة سوف تخصص مفرزة طبية للمشروع.. لكن أكو أطباء لم ينتظروا وتبرعوا بالعمل في فترة الاستراحة مالتهم"، عبارة بَسط بها الناشط المدني أحمد وليد، الذي أوغل في تحضير الكحول المعقم لمحافظته.






تَحاث جميع العاملين بالمشروع- المتواجد على أطراف ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد، ويتناءى عنها بمسافة تقدر (7) كيلو متر-، على العمل، وأخذ كافة إجراءات السلامة الوقائية "المحجر متوفر به جميع المستلزمات الوقائية عدنا بوابة تعقيم.. وكمامات وقفازات.. بالإضافة إلى المغاسل الصحية التي نفذت بشكل أتوماتيكي حتي يكون التلامس صفر"، كما يتسع المكان الذي صُمم طبقًا لمواصفات الصحة العالمية، إلى (90) وافدًا بخدمة فندقية، وتوفير غرفة لكل حالة. تحذيرات مُتتالية من قبل وزارة الصحة والبيئة العراقية، خاصة مع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في عموم العراق، إذ يسجل العراق منذ بداية الوباء وإلى الآن107573 إصابة بفيروس كورونا، منها 73317 حالة شفاء، و4284 حالة وفاة، ائْتنفها الحامل لشهادة الماجستير في الكيمياء وزملائه المتطوعين، بخوف على أهالي مدينتهم التي دُمرت بنيتها التحتية منذ ثلاث سنوات "الحكومة عاجزة تماما بسبب قيود الأحزاب السياسية الغارق بها العراق ومن ضمنها الموصل.. وكان لازم نسعى لوجود محجر لأن الموصل كانت نظيفة ماكو بها إصابات ومع عودة الوافدين ظهر حالات مصابة.. ومثل ما اعتادنا على ترميم الموصل بجهود الأهالي". 






تتوّق المدرس بالجامعة التقنية الشمالية، بقسم معهد الصيدلة، إلى رؤية المكان الذي تغيرت ملامحه تمامًا، بعد مروره بعدة مراحل للتنفيذ والتجهيز، خاصة بعد تطوع مكتب "التعمير للهندسة"، بجميع العاملين به، وانضمامهم للأربع فرق الرئيسية للمشروع "مجمل الحضور اليومي وصل إلى 30 متطوع الإدارة تقريبا 9 أشخاص.. تكاتفت الجهود واندمجت الفرق التطوعية والمدنيين وسهرت مع قيادات فريق التعاون مع الأزمات حتى خرج المحجر الذي نصب أعمدته من مقاطع خشبية". بَلغت العلة أوجها بعدما تأخر توصيل الكهرباء، ولكن بانتهاء تجهيز المكان، انتهت الأزمة، التي كانت الأصعب من ضمن تحديات الفكرة خاصة عقب توفير مكيفات الهواء "مساحة قاعة المعرض تقريبا 1500 متر مفتوحة صالة كبيرة". 






أفضى الفريق إلى هدفه، أيضًا بعدما تخطى تحدي موافقة أهالي القرى المجاورة "طبع القرية يختلف عن طبع ابن المدينة.. كانوا يحسبون القرية يجون عليها مصابون كورونا وراح يتنقل لهم.. ولكن اقتنعوا"، وهمهُم الأمر، داعمين الفكرة، لعدم وجود مستشفيات بالموصل تستقبل مُصابي كورونا، ولا يوجد أماكن عزل مخصصة. التبست الأمور عند أحدهم حتى قام العديد من المتطوعين بحملة توعية عبر مواقع السوشيال الميديا المختلفة "المفرزة الطبية هي اللي راح تتعامل مع الوافدين .. وعدد المتطوعين بالداخل ما راح يكون كبير ..عدنا مجرد شخصين إدراين راح يكونوا متواجدين، وطبعا الإدارة تعتمد على التقنية الإلكترونية.. فاستمارة الوافد إلكترونية بها كافة التفاصيل الخاصة به ووضعه الأمني".






اِنفرجَ هم الأهالي، بعد تعاضد الجميع وتبرع جمعيات المجتمع المحلي والمدني بالموصل، إضافة إلى المنظمات الدولية، والشباب المتطوعين، وأيضًا المساجد كان لها دورًا بارزًا "أكو منظمات الهجرة الدولية تبرعوا  بـ15 عامل مجهزين بكافة الوقاية بحيث يضمنون السلامة للوافدين"، يرددها الشاب العراقي- الذي كرمته جامعة الدول العربية عن دوره في ثورة الدنابر-، و يجترَّ كلامه "يوجد فحص سريع على مداخل المحافظة ومنها يأخدون الوافد المصاب على العزل الصحي بالمستشفى والاحتياطي يجبوا عندنا.. ولو وافد عندنا طلع إصابته إيجابية رأسا نحوله للمستشفي ويظل فقط المحجرين عندنا الوافدين ويتم إجراء فحصهم بشكل مستمر".